السبت، 20 سبتمبر 2025

نورة تقول… عزّنا بطبعنا 🇸🇦 Noura Says… Our Pride Is in Our Nature 🇸🇦

Noura Says… Our Pride Is in Our Nature | اليوم الوطني السعودي 95
اليوم الوطني السعودي 95 · Saudi National Day 95

Noura Says… Our Pride Is in Our Nature

Bilingual Celebration Post — English / العربية

Noura Says · نورة تقول
September 23, 2025
عزّنا بطبعنا

National Day… Identity Renewed

In a country as storied as Saudi Arabia, pride is not merely spoken nor granted— it is a nature we are born with and grow into. On this 95th Saudi National Day, we celebrate our theme: “Our Pride Is in Our Nature”—a reminder that our strength springs from authenticity, and that meaningful progress begins with steadfast roots and enduring values.

Meaning of the theme:

  • Our Pride: Honor embodied in our actions and achievements across every field.
  • In Our Nature: An innate pride—rooted and resilient—untouched by changing times.

The Spirit of Celebration

Streets glow green, national anthems fill the air, and hearts unite around a single promise: to remain a shield and support for our homeland, and to stride into a wider future under an ambitious vision that inspires generations.

From the Heart

Dear homeland, on your National Day I renew my love and loyalty, praying that God preserves you, your leadership, and your people—and that you forever remain a home of honor, safety, and grace.

O God, protect Saudi Arabia; grant it lasting security and dignity; and make this land a home of goodness.

اليوم الوطني… هويةٌ تتجدد

في وطنٍ عريق مثل السعودية، العزّة ليست مجرّد كلمة تُقال، ولا وسامًا يُمنح، بل هي طبعٌ يسري فينا ونكبر به. وفي هذا اليوم الوطني 95، نحتفي بشعارنا: «عزّنا بطبعنا»؛ لنتذكّر أن قوتنا من أصالتنا، وأن التطور الحقيقي يبدأ من جذور ثابتة وقيم راسخة.

معنى الشعار:

  • عزّنا: فخرٌ وكرامة تُترجمها مواقفنا وأعمالنا في كل ميدان.
  • بطبعنا: فخرٌ أصيلٌ مغروس، لا تزحزحه الظروف، ولا تغيّره الأزمنة.

روح الاحتفاء

تكتسي الشوارع بالأخضر، وتعلو الأناشيد الوطنية، وتلتقي القلوب على وعدٍ واحد: أن نبقى للوطن درعًا وسندًا، وأن نمضي به إلى مستقبلٍ أوسع في ظل رؤيةٍ طموحة تُلهم الأجيال.

كلمة من القلب

وطني العزيز… في يومك الوطني، أجدد عهدي بالحب والولاء، وأرفع دعائي أن يحفظك الله، ويحفظ قيادتك وشعبك، وأن تبقى دار عزٍ وأمانٍ على مرّ الأزمان.

اللهم احفظ السعودية، وأدم عليها أمنها وعزّها، واجعل هذا الوطن دار كرامة وخير.

Noura Says · نورة تقول © 2025 — Saudi National Day 95

الخميس، 18 سبتمبر 2025

نورة تقول… حيث تُزهر الأرواح من جديد 🌱✨ Noura Says… Where Souls Bloom Again 🌱✨

نورة تقول… حيث تُزهر الأرواح من جديد | Noura Says… Where Souls Bloom Again

نورة تقول… حيث تُزهر الأرواح من جديد 🌱✨

مدونة دافئة عن البدايات والاتساع الداخلي

هناك أيامٌ تمرّ خفيفةً كنسمةٍ لا تُرى؛ تلمس القلب وتمضي. وهناك أيامٌ تأتي لتُعيد ترتيب الفوضى في دواخلنا، تضع النقاط على الحروف، وتهمس: لا ينتهي شيءٌ تمامًا… فكل نهايةٍ بابٌ لبدايةٍ أخرى.

اليوم من تلك الأيام. أفتح النافذة كأنني أتنفّس للمرّة الأولى؛ الضوء لطيف، والسماء مائلةٌ للصفاء، وفي صدري مساحة بيضاء تنتظر حرفًا أول.

١) معنى البداية

ليست البداية صفحةً خالية فحسب؛ إنها قرارٌ رقيق بأن نحمل من الأمس ما علّمنا، لا ما أثقلنا. أن نحتفظ بالحكمة، ونترك الضجيج. أن نقول لأنفسنا: لقد فهمتُ الدرس، وسأمضي أخفّ.

أُعيد تعريف نفسي هذا الصباح:
أنا التي تختار المعنى قبل الحدث، والنور قبل الظل، والخطوة قبل التردّد.

٢) ماذا نفعل بما مضى؟

نُصادق ما كان، بلا محاكمة. نضع لكل ذكرى مكانها: ما يُلهم نُقرّبه، وما يُوجع نُهدهده حتى ينام. ليست الشجاعة أن ننسى، بل أن نتعلّم كيف نحمل الذاكرة دون أن نُنزف منها.

  • أدوّن خلاصة اللحظات الصعبة في سطرين… لأتذكّر الدروس لا الجرح.
  • أكتب امتنانًا صادقًا لكل يدٍ أمسكت بيدي ولو لحظة.
  • وأُسلّم ما لا أقدر عليه لله… فأطمئن.

٣) بوصلة اليوم

أقرر لنفسي ثلاث نوايا صغيرة، تكبر بي:

  1. نبرةٌ لينة في الحديث مع نفسي والآخرين.
  2. خطوةٌ ثابتة نحو هدفٍ واحدٍ واضح، ولو كان صغيرًا.
  3. استراحةُ قلب أسمح فيها للنور أن يمرّ: فنجان قهوة، صفحة كتاب، أو دعوةٌ قصيرة.

٤) حين تتثاقل الروح

أحيانًا لا نحتاج لإجاباتٍ طويلة، بل لإيماءةٍ تقول: "أنا هنا معك." تذكيرٌ بسيط: كل شيءٍ يمرّ. حتى ما نظنّه لا يمرّ، يلين مع الوقت عندما نلين نحن معه. يكفي أن نتنفّس، ونؤخّر جلد الذات، ونُبدّل السؤال: ما الذي يمكنني فعله الآن، بالمتاح لدي؟

اليوم صديقي… لا خصمي.
وأنا فيه ضيفةٌ كريمة، أُكرمه بالنية الطيّبة، ويُكرمني باتساع الإمكان.

٥) مساحة الامتنان

أكتب ثلاث نعمٍ واضحة هذا الصباح:

  • جسدٌ حملني إلى هنا رغم كل شيء.
  • أشخاصٌ مرّوا كالعبور، لكنهم تركوا أثرًا.
  • بابٌ صغيرٌ للخير فُتح لي… وأنا مستعدّةٌ للدخول.

٦) كيف نُزهر؟

نُزهر حين نسمح للبذرة أن تكون بذرةً أولًا: صغيرة، مخفية، لكنّها حيّة. نُزهر حين نثق بالماء القليل، وبالشمس التي تأتي في ميعادها، وبالوقت الذي لا يخذل من صبر.

  • امنيحي حلمك دقيقةً يوميًا.
  • اصنعي لنفسك طقسًا بسيطًا: ترتيب مكتب، تلاوة قصيرة، أو رسالة حب لنفسك.
  • اختاري كلمةً واحدة لليوم: اتساع، لين، ثبات… واجعليها المفتاح.

٧) خاتمة دافئة

اليوم ليس اختبارًا صعبًا، ولا سباقًا مع أحد. هو مساحةٌ لكِ لتكوني أنتِ… كما تحبين، وكما يرضى قلبك. إن تعثّرتِ، فابتسمي: أنتِ تتعلّمين الخطو. وإن مضيتِ، فابتسمي: أنتِ تستجيبين للنور.

— نورة تقول 🌷

#بدايات #نورة_تقول #سلام_داخلي #امتنان

الأحد، 7 سبتمبر 2025

نورة تقول… ليلة القمر الأحمر ..Noura Says… Night of the Red Moon

نورة تقول… ليلة القمر الأحمر | Noura Says… Night of the Red Moon

نورة تقول… ليلة القمر الأحمر 🌕❤️

ليست كل الليالي سواء… فهناك ليالٍ تمضي عابرة، هادئة كصفحة ماء، لا تترك في القلب أثرًا ولا في الروح ذكرى. وهناك ليالٍ تبقى خالدة، تصنع في السماء لوحةً من الدهشة، وتزرع في القلوب رهبةً وتأملًا. وليلة القمر الأحمر من تلك الليالي التي تتحدث فيها السماء، وتهمس لنا الأرض بلغتها الخفية، فتوقظ فينا شعورًا بالعظمة والخشوع.

مشهدٌ كونيٌّ يبعث على الخشوع

في مساء الأحد، 7 سبتمبر 2025، سيقف القمر في مواجهة الشمس، وتكون الأرض بينهما، فتحجب ضوءها عنه شيئًا فشيئًا. ومع هذا الحجب، يتدرج وجه القمر من فضيٍّ نقيٍّ إلى نحاسيٍّ دافئ، حتى يكتسي أحمرَ داكنًا، كأنه قطعة من الغروب عُلِّقت في قلب الليل. مشهد يأخذ بالأبصار، لكنه في جوهره ليس للفرجة فقط… بل هو تذكرةٌ بقدرة الله وعظمته.

قال الله تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59]

الخسوف والكسوف في هدي نبينا ﷺ

علّمنا رسول الله ﷺ أن هذه الظواهر العظيمة ليست مرتبطة بحياة أحد أو موته، فقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة» — متفق عليه.

ولهذا، عندما نرى خسوف القمر أو كسوف الشمس، لا نكتفي بالمشاهدة والإعجاب، بل نُسارع إلى الصلاة والذكر، فهي لحظة عبادة وخشوع ومراجعة للنفس.

  • أداء صلاة الخسوف، ركعتان في كل ركعة قيامان وركوعان.
  • الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار.
  • إخراج الصدقة.
  • تذكير الأهل بأن هذه الظواهر لا ترتبط بحياة أو موت أحد.

موعدنا مع القمر الأحمر – توقيت الرياض

  • 6:28 م بداية شبه الظل
  • 8:30 م بداية الخسوف الكلي (القمر يتحول للأحمر)
  • 9:11 م ذروة الخسوف
  • 9:52 م نهاية الخسوف الكلي
  • 11:55 م عودة القمر إلى صفائه التام

🌸 المشاهدة آمنة تمامًا بالعين المجرّدة، والأجمل أن تكون تحت سماء مفتوحة وصفاء نقي مع لحظة صمت وخشوع.

رسائل الليل الحمراء

وأنا أتأمل القمر وهو يتوشح بهذا اللون العميق، شعرت وكأن الكون يهمس لنا: قد تغيب شمس أيامنا، وقد يختفي نور أرواحنا خلف غيوم الهموم والذنوب… لكن، مثل القمر تمامًا، سنعود مشرقين إذا تطهرت قلوبنا وتوجهنا للخالق.

ليلة القمر الأحمر ليست مجرد حدث فلكي، بل هي فرصة لإعادة ترتيب أرواحنا، لنتذكر أن كل خسوف يزول، وكل ظلام يتبدد، ويبقى النور وعدًا من الله لعباده المؤمنين.

نورة تقول…

حين يتحول القمر إلى الأحمر، لا أجلس مكتوفة الأيدي مبهورة بالمشهد، بل أُسرع إلى صلاتي، وأرفع يدي بالدعاء. لأن هذا الجمال العظيم ما هو إلا نداء رحيم يذكّرنا بعظمتنا في الخلق، وضآلة أنفسنا أمام ملكوت الله. فلنستقبل هذه الليلة بقلوب نقية، ولتكن همساتنا تحت القمر الأحمر… دعاءً يغسل أرواحنا، وخشوعًا يضيء دروبنا، حتى إذا عاد القمر بضيائه الفضي، عادت قلوبنا كذلك، بيضاء مشرقة.

English: Noura Says… Night of the Red Moon 🌕❤️

Not every night is the same… Some nights pass quietly, leaving no mark on the heart or memory. But others remain unforgettable, creating a masterpiece of awe in the sky and filling hearts with reverence. The Red Moon Night is one of those rare nights when the heavens speak, whispering to us about greatness and humility.

A Cosmic Scene of Reflection

On the evening of Sunday, September 7, 2025, the moon will face the sun with Earth standing between them, gradually blocking its light. As the shadow deepens, the moon will transform into a deep reddish hue, like a piece of sunset suspended in the night sky. This is not just a visual wonder, but a reminder of God's power.

Allah says: “And We do not send the signs except as a warning.” [Qur'an 17:59]

Eclipse Guidance in Islam

The Prophet ﷺ said: “The sun and the moon are two signs among the signs of Allah. They do not eclipse for the death or life of anyone, so when you see them, rush to prayer.” — Agreed upon.

When witnessing an eclipse, we are encouraged to pray, supplicate, and give charity. It’s a moment to turn inward and reflect, just as the moon emerges bright again after darkness.

Red Moon Timeline – Riyadh Time

  • 6:28 pm Penumbral begins
  • 8:30 pm Totality begins (Moon turns red)
  • 9:11 pm Maximum eclipse
  • 9:52 pm Totality ends
  • 11:55 pm Penumbral ends

🌸 Safe to view with the naked eye. Best enjoyed under open, clear skies with a heart full of reflection.

السبت، 6 سبتمبر 2025

نورة تقول… عن مدينة الأصداء .. Noura Says… The City of Echoes

نورة تقول… عن مدينة الأصداء | Noura Says… The City of Echoes
تدوينة فكرية · Reflective Essay

نورة تقول… عن مدينة الأصداء

تأملات راقية في صوت النية، ورحلة القلب إلى صدقه
حقوق النشر © نورة تقول

النص العربي

في عمق الغابة، حيث يتقاطع السكون مع همس الأشجار، وقفتُ أمام نبع ماء يلمع كمرآة لا تعكس الوجوه بقدر ما تفصح عن النوايا. كنتُ أبحث عن معنى، لا عن طريق؛ وحين لامس الماء شفتيّ، لم يتبدّل العالم، بل انكشفت لي مدينة لم تُبنَ بالحجر، بل بنبض القلوب: مدينة الأصداء.

في تلك المدينة، لا يتكلم الناس بالكلمات؛ النية هي اللغة، والصمتُ شاهدٌ لا يُجامل. هناك، يتجلّى الداخل كما هو: النقاء موسيقى هادئة، والحقد ضجيج يجرح صاحبه قبل غيره. أدركتُ أن الاختباء ترفٌ لا تمنحه هذه المدينة؛ فكل ما نطويه في صدورنا يخرج صوتًا، إما أن يهدينا، أو يتيه بنا.

الصدى ينهزم حين ندرك أنه صوتٌ بلا جوهر، وأن الحقيقة لا تطلب شاهدًا أكثر من حضورنا الصادق.

عبرتُ جسرًا من زجاج يفصل الخوف عن الطمأنينة. تراءى لي ظلّي يتّهم أحلامي بالمبالغة، ويشكك في خطوة النور الأولى. كدتُ أُصغي لولا بصيرةٌ همست: لا سلطان للصدى إن لم تمنحه أذنك. فمضيت. وكل خطوة كانت تُعيد ترتيب داخلي، حتى صار الخوف ظلًّا يمشي خلفي بدلًا من أن يتقدّمني.

تعلّمت: أن الفكرة بذرة لمستقبلنا؛ إن زُرعت في تربة رحيمة أثمرت نورًا، وإن سُقيت بالمرارة أنبتت شوكًا يجرحنا قبل أن يلمس غيرنا. وتعلمت: أن السلام ليس وجهة، بل انضباطٌ داخلي يُصغي للأعلى فينا، حين يعلو ضجيج الدنيا.

وحين غادرتُ المدينة، أدركت أنني لم أتركها خلفي؛ لقد صحِبتْني. فكل قلبٍ نقيّ، مدينةُ أصداء صامتة؛ وكل حياةٍ نعيشها، ليست إلا رجعًا لاختياراتنا. لم تكن الرحلة هروبًا من العالم، بل عودة إليه وأنا أكثر صدقًا، وأشدّ لطفًا بما أقول لنفسي قبل الآخرين.

English Text

Deep in the forest—where stillness braids itself with the whisper of leaves—I stood before a spring that glittered like a mirror unveiling intentions rather than faces. I was searching for meaning, not a road; and when the water touched my lips, the world did not change—I did. A city emerged, not built of stone but heartbeats: The City of Echoes.

In that city, people do not speak in words; intention is the language, and silence is an honest witness. There, the inner self appears as it is: purity becomes a gentle music; resentment, a noise that wounds its bearer first. Disguise is a luxury the city never grants—whatever we harbor within rises as sound, guiding us or leading us astray.

An echo loses power once we know it is only sound—with no substance—while truth needs nothing more than our honest presence.

I crossed a glass bridge between fear and composure. My own shadow accused my dreams of excess and questioned the first step toward light. I nearly listened, until a quiet wisdom whispered: No echo rules you unless you lend it your ear. So I walked on. Each step rearranged my interior, and fear took its rightful place behind me rather than ahead.

I learned that a thought is the seed of tomorrow: planted in kind soil, it yields light; watered with bitterness, it grows thorns that wound us before others. I learned, too, that peace is not a destination but an inner discipline—the art of heeding the highest within us when the world grows loud.

When I left the city, I realized it had not been left at all—it accompanied me. Every clear heart is a silent city of echoes; every life we live is the reverberation of our choices. The journey was never an escape from the world, but a return to it—with more honesty, and a gentler language toward myself before anyone else.

تلميح: زر مشاركة يعمل مع المتصفحات التي تدعم Web Share API، وإلا سيقوم بنسخ رابط الصفحة إلى الحافظة.

الخميس، 28 أغسطس 2025

نورة تقول… اليوم الذي يبدأ من جديد .. Noura Says… The Day That Begins Again

نورة تقول… اليوم الذي يبدأ من جديد | Noura Says… The Day That Begins Again

نورة تقول… اليوم الذي يبدأ من جديد

هناك أيام عادية تمرّ كأنها تذوب في الذاكرة، لا تترك أثرًا، ولا تصنع حكاية. وهناك أيام… تبقى عالقة في القلب، تُشبه بداية كتاب جديد، أو لحظة ولادة حلم طال انتظاره. واليوم من تلك الأيام… يومٌ يحمل بين ساعاته رائحة التجدد، وملامح البدايات، وطمأنينة أن ما فات انتهى، وما سيأتي أجمل بإذن الله.

✦ الصباح المختلف

أفتح نافذتي في هذا الصباح وكأنني أتنفس للمرة الأولى. الهواء مشبع برائحة المطر الذي زار المدينة فجرًا، والسماء تبتسم بلون أزرق صافي يلمع فوق البيوت والشوارع. أصوات الأطفال في الطرقات، وهم يستعدون لأول يوم دراسي بعد إجازة طويلة، تُعيد لذاكرتي مشاعر الطفولة: الحقيبة الجديدة، الأقلام الملوّنة، الدفاتر التي تنتظر أن تمتلئ بالأحلام قبل الكلمات.

أقول لنفسي: “كل بداية مدرسة ليست مجرد دوام، بل بداية لحياة كاملة تتشكل من جديد.”

✦ معنى العودة

العودة ليست رجوعًا لما كنّا عليه، بل ارتقاء بدرجة أعلى. اليوم ليس تكرارًا لأمس، بل هو فرصة لنسخة أنقى، أجمل، وأقوى منا. قد نحمل في قلوبنا تعب الأمس، وجراح الأيام الماضية، لكننا في كل صباح نُعطى هدية اسمها: البداية من جديد.

وهكذا أقرر أن أُعيد ترتيب حياتي كما يرتب الصغار دفاترهم في اليوم الأول من العام:

  • صفحة بيضاء بلا خربشات.
  • تاريخ جديد في الزاوية العليا.
  • عنوان مكتوب بخط عريض: “أنا قادرة، أنا مستعدة، أنا هنا.”

✦ تفاصيل صغيرة… لكنها تصنع الفرق

اليوم لا يحتاج لخطط كبيرة بقدر ما يحتاج لاهتمام بالتفاصيل الصغيرة:

  • كوب قهوة دافئ أحتسيه ببطء كأني أقرأ في داخله دعاء الصباح.
  • رسالة قصيرة أكتبها لأحبتي: “صباحكم بداية خير.”
  • نية طيبة أضعها في قلبي: أن يكون يومي خفيفًا على من حولي، مليئًا بالمحبة.

أحيانًا التفاصيل الصغيرة هي التي تعلّمنا أن اليوم مختلف، وأن البساطة قادرة على أن تغيّر مزاجنا كله.

✦ المدرسة… بيت ثانٍ

حين أنظر للمدرسة اليوم، أراها أكثر من مبنى وجدران، هي وطن صغير، مصنع للقلوب والعقول. المعلمة التي تدخل فصلها بابتسامة تصنع جسرًا من الأمان بين الطالبة وحلمها. الطالبة التي تحمل دفترها كأنها تحمل حياتها القادمة، تعلم أن كل كلمة تُكتب فيه هي لبنة في مستقبلها. والأم التي تُودّع ابنتها على باب المدرسة، تُدرك أن كل صباح فراق صغير يمهّد لنجاح كبير.

✦ قيمة الوقت

اليوم يذكّرني أن الوقت ليس مجرد عقارب تدور. إنه حياة كاملة تنزلق بين أيدينا، ونحن نقرر كيف نصرفها. إما أن نتركها تتبخر في التسويف والانتظار، أو نحولها إلى خطوات ملموسة تفتح لنا أبواب الغد.

أتعهد لنفسي:

  • أن أُقدّس وقتي.
  • أن لا أستهين بالدقائق الأولى من يومي.
  • أن أجعل وصولي المبكر للمهام علامة احترام لنفسي قبل الآخرين.

✦ رسالة لأولياء الأمور

أيها الآباء والأمهات… اليوم هو موعدكم مع زرع بذور الثقة في نفوس أبنائكم. علّموهم أن الحضور المبكر قيمة، وأن الالتزام احترام، وأن التفوق يبدأ من أبسط التفاصيل. كل كلمة دعم تقولونها لهم اليوم قد تظل ترافقهم عمرًا كاملًا.

✦ بين الماضي والمستقبل

أتأمل هذا اليوم فأجدني أقف في منتصف الطريق بين ماضٍ يلوّح لي بابتساماته ودموعه، ومستقبل يفتح ذراعيه لي. لا أريد أن أُكرر أخطاء الأمس، ولا أن أخاف من الغد. كل ما أريده… أن أعيش هذا اليوم كأنه هدية ربانية، أحتضنه بكل تفاصيله، وأترك فيه بصمة خير ورضا.

✦ نورة تقول…

اليوم هو يومك إن قررت أن تراه كذلك. هو بدايتك إن وضعت نيتك بصدق. هو أجمل أيّامك إن ملأته بالحب، والامتنان، والعمل.

فابتسم… وامشِ بخطوات واثقة… وافتح دفترك الجديد… واكتب على الصفحة الأولى: “هنا بدأت الحكاية من جديد.”


Noura Says… The Day That Begins Again

There are ordinary days that pass as if they dissolve into memory, leaving no mark and telling no story. And there are days that remain etched in the heart, resembling the beginning of a new book or the birth of a long-awaited dream. Today is one of those days… carrying the scent of renewal, the spirit of beginnings, and the reassurance that what has passed is gone, and what is coming will be more beautiful, God willing.

✦ A Different Morning

I open my window this morning as if breathing for the first time. The air is saturated with the fragrance of rain that visited the city at dawn, and the sky smiles in a clear blue gleaming above the houses and streets. The sound of children in the streets, preparing for their first school day after a long break, revives childhood memories: the new backpack, the colorful pens, and the notebooks waiting to be filled with dreams before words.

I tell myself: “Every school beginning is not just routine; it is the start of a whole new life.”

✦ The Meaning of Return

Return is not going back to what we were, but rising higher. Today is not a repeat of yesterday, but an opportunity for a purer, stronger, and more beautiful version of ourselves. We may carry yesterday’s fatigue and the wounds of past days, but each morning we are granted a gift called: A New Beginning.

And so I decide to rearrange my life the way children organize their notebooks on the first day of the year:

  • A blank page without scribbles.
  • A new date in the upper corner.
  • A bold title: “I am capable, I am ready, I am here.”

✦ Small Details… Big Difference

Today does not need grand plans as much as it needs attention to small details:

  • A warm cup of coffee sipped slowly as if reading a morning prayer inside it.
  • A short message written to loved ones: “Good morning, may it be a fresh start.”
  • A pure intention in my heart: to make my day light on others, filled with love.

Sometimes it is the small details that remind us the day is different, and that simplicity has the power to change our mood entirely.

✦ School… A Second Home

When I look at the school today, I see more than walls and buildings. It is a small homeland, a factory for hearts and minds. A teacher who enters her class with a smile builds a bridge of safety between the student and her dream. The student carrying her notebook holds her future within her hands. And the mother saying goodbye to her daughter at the school gate knows that each small farewell paves the way for a great success.

✦ The Value of Time

Today reminds me that time is not merely ticking hands. It is a whole life slipping through our fingers, and we are the ones who decide how to spend it. Either we let it evaporate in procrastination and waiting, or we turn it into concrete steps that open tomorrow’s doors.

I pledge to myself:

  • To honor my time.
  • To value the very first minutes of my day.
  • To make my early arrival to tasks a sign of respect for myself before others.

✦ A Message to Parents

Dear parents… today is your opportunity to plant the seeds of confidence in your children’s hearts. Teach them that punctuality is value, commitment is respect, and excellence begins with the simplest details. Every word of encouragement you say today may accompany them for a lifetime.

✦ Between Past and Future

I reflect on this day and find myself standing midway between a past waving at me with smiles and tears, and a future opening its arms wide. I do not want to repeat yesterday’s mistakes, nor do I want to fear tomorrow. All I want is to live this day as a divine gift, to embrace it with all its details, and to leave in it a mark of goodness and contentment.

✦ Noura Says…

Today is yours if you choose to see it that way. It is your beginning if you set your intention sincerely. It is your best day if you fill it with love, gratitude, and action.

So smile… walk with confident steps… open your new notebook… and write on the very first page: “Here, the story begins again.”

© جميع الحقوق محفوظة - نورة تقول | All Rights Reserved - Noura Says

الجمعة، 15 أغسطس 2025

“نورة تقول… كيف نصنع استقرارنا وسط تغيّر الأيام؟” ✨ Noura Says… How Do We Create Stability Amid Changing Days?

نورة تقول… كيف نصنع استقرارنا وسط تغيّر الأيام؟ | Noura Says
نوع الموضوع: توازن حياتي · تطوير ذات الموسم: نهاية الإجازة · بداية عام دراسي

نورة تقول… كيف نصنع استقرارنا وسط تغيّر الأيام؟

حين يعلو ضجيج العالم… نصنع في الداخل مساحة هادئة تشبهنا.

هناك أيام يعلو فيها صوت الأخبار، ويزداد ثقل الأسعار، وتتسارع الأحداث حتى نشعر وكأن العالم كله يركض ولا يمنحنا فرصة لالتقاط أنفاسنا. كأننا في سباق لم نختر أن ندخله، سباق تُفرض علينا سرعته، بينما قلوبنا تبحث فقط عن محطة تهدأ فيها قليلًا.

لكن الحقيقة التي تعلمتها أن الاستقرار لا يُهدى إلينا من الخارج… بل يُزرع في الداخل. تمامًا مثل الشجرة، جذورها هي سر قوتها، لا المطر ولا الرياح ولا التربة وحدها.

حين يتغير العالم من حولك…

لا تبحثي عن ثباتٍ لا يتغير أبدًا، فالحياة بطبيعتها متقلبة. ابحثي بدلًا من ذلك عن ركنك الآمن، تلك الدائرة الصغيرة التي تتحكمين فيها أنت:

  • نيتك كل صباح، حتى لو كان يومك مزدحمًا.
  • لحظات الشكر البسيطة التي تذكّرك أن الخير موجود رغم الضوضاء.
  • كوب القهوة أو الشاي الذي يذكّرك أن الأشياء الصغيرة قادرة على إحياء يومك.
  • ابتسامة لأهلك وأحبابك، فهي لا تغيّر فقط مزاجك بل مزاج من حولك.

الاستقرار لا يعني الجمود

بل هو أن تملكي قلبًا متوازنًا رغم الرياح، وروحًا تعرف كيف تعود لنقطة السلام مهما اضطربت الطرق. الذي يجعلنا ننهار ليس حجم العاصفة… بل غياب الجذور. ولهذا كان من المهم أن نزرع جذورنا في قيمنا، في عاداتنا الصغيرة، في إيماننا الذي يردّد في قلوبنا أن الغد بيد الله لا بيد الظروف.

دوائر الأمان التي نحتاجها هذه الأيام

  • روتينك اليومي: اجعليه ثابتًا قدر الإمكان. حتى لو تغيرت الأحداث، مجرد عادة صغيرة مثل ترتيب سريرك، أو عشر دقائق للمشي، أو قراءة صفحة من كتاب، تمنحك شعورًا بالثبات وسط الفوضى.
  • الدوائر القريبة: ليس كل من حولنا مصدرًا للأمان. اختاري من تصاحبين. قد تكون صديقتك التي تعرف متى تصمت، أو أمك التي يكفي صوتها لتشعري بالسلام، أو حتى ابنك الصغير حين يشاركك ضحكة بريئة.
  • الهدوء الداخلي: لا أحد يستطيع أن يمنحك هذا الهدوء إن لم تبحثي عنه بنفسك. لحظة صمت قبل النوم، دعاء صادق في السجود، أو صفحة تكتبينها في دفتر خاص… كلها طرق تذكّرك أن الداخل أهم من الخارج.
  • مرونة التفكير: الأخبار لا تنتهي، والضغوط لن تزول تمامًا. لذلك خذي منها ما تحتاجينه واتركي الباقي يمضي. لا تسمحي لكل خبر أن يسكن عقلك.

ومع بداية عام دراسي جديد…

أعرف أن كثيرًا من الأمهات والمعلمات والإداريات يشعرن أن المسؤوليات تتضاعف. الأسعار ترتفع، المهام تتكاثر، والوقت يضيق. لكن صدقيني… الاستقرار لا يأتي من إنجاز كل شيء في يوم واحد، بل من تقسيم المهام وتقبّل أننا لسنا آلات. أن تعطي نفسك إذنًا بالراحة، أن تتقبلي أن التأجيل أحيانًا ضرورة، وأن الكمال ليس هدفًا بل فخًا.

تجارب صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا

  • إغلاق الهاتف نصف ساعة قبل النوم مع كوب ماء دافئ يعيد للجسد طمأنينته.
  • ضحكة مع الأطفال بدل الانشغال بالرسائل تذيب نصف التوتر.
  • كتابة ما يثقلك على ورقة ثم تركها في الدرج كمن يضع الحمل جانبًا.
  • تنفّس عميق لدقيقتين عند ازدحام المهام يغيّر كيمياء يومك.
  • قائمة قصيرة لثلاث أولويات فقط في اليوم تحميك من فخ الكماليات.
نورة تقول… أجمل ما نصنعه في هذه الأيام ليس انتظار أن تهدأ الحياة، بل أن نصبح نحن الهدوء نفسه. أن نتعلم كيف نُشعل شمعة داخلنا حتى لو انطفأت الأنوار حولنا. فالطمأنينة هدية تُمنح لمن يبحث عنها في قلبه، لا لمن يركض خلف العالم.

Noura Says… How Do We Create Stability Amid Changing Days?

Some days, the noise of the world grows louder. Prices rise, breaking news pours in, and it feels like a race we never chose—one that keeps pushing us to move faster while our hearts long for a quiet station to pause and breathe.

But stability was never meant to come from outside; it is something we grow within. Like a tree, our strength lies in our roots—not only in the rain, nor the wind, nor the soil alone.

When the world changes around you…

Don’t look for a stability that never shifts—life itself is change. Instead, build your own safe circle, the one you can control:

  • Your morning intention, even on the busiest days.
  • Small moments of gratitude that remind you goodness still exists.
  • A cup of coffee or tea that revives your spirit through simple joy.
  • A smile you offer to the people you love—it changes the mood for everyone.

Stability does not mean stillness

It’s a balanced heart through the winds and a soul that returns to peace no matter how chaotic the road becomes. What breaks us is rarely the size of the storm—it’s losing our roots. Plant your roots in your values, your small habits, and the faith that tomorrow is held by God, not by circumstances.

Circles of safety we need these days

  • Daily routine: Keep it as consistent as possible. Making your bed, a 10-minute walk, or reading a page anchors you in the midst of noise.
  • Close circles: Choose people who are safe. A friend who listens, a parent’s calming voice, or your child’s laughter can be medicine.
  • Inner calm: Silence before sleep, a heartfelt prayer, or journaling a page—practices that remind you the inner world matters more than the outer.
  • Flexible thinking: News never ends. Take what you need and let the rest go. Not every headline deserves space in your mind.

With the school year beginning…

For mothers, teachers, and administrators, responsibilities pile up. Prices rise, tasks multiply, and time narrows. True stability isn’t doing everything in a single day—it’s pacing yourself, allowing rest, and remembering that perfection isn’t the goal; it’s the trap.

Small choices, big impact

  • Turning off your phone 30 minutes before bed and drinking warm water helps your body find rest.
  • Laughing with your children instead of checking messages releases half your stress.
  • Writing down your worries and closing the drawer feels like lifting a weight off your chest.
  • Two minutes of deep breathing can shift the chemistry of your day.
  • A short list of three priorities protects you from the perfection trap.
Noura says… Don’t wait for life to calm down—become the calm yourself. Learn to light a candle within even when the world outside grows dark. Peace is a gift to those who seek it in their hearts, not to those who chase it in the noise.
© 2025 نورة تقول — جميع الحقوق محفوظة.
© 2025 Noura Says — All rights reserved.

الاثنين، 11 أغسطس 2025

نورة تقول… حين يعود البيت ليحكي الحكاية Noura Says… When the House Tells Its Story

نورة تقول… حين يعود البيت ليحكي الحكاية | Noura Says… When the House Tells Its Story

نورة تقول… حين يعود البيت ليحكي الحكاية

عدتُ من ديرتي، ففتحتُ نوافذ البيت… فدخل هواء جديد، ومعه ذاكرة قديمة تنتظر أن تُروى.

🏷️ النوع: يوميات · لمّ الشمل · بيت وذاكرة

هناك بيوت تبقى صامتة في غياب أصحابها؛ تكتفي بالتنفّس بهدوء، وتنتظر خطواتهم الأولى، وصوت المفتاح وهو يلتفّ في الباب، ورائحة العطر التي تعلن أن الغائب قد عاد. وها أنا، بعد أيامٍ قضيتها في ديرتي، أعود إلى بيتي الذي اشتاق إليّ كما اشتقتُ إليه.

Some homes remain silent in their owners’ absence; they breathe quietly, awaiting the first footsteps, the turn of the key, and the scent that announces the traveler has returned. After days in my hometown, I come back to a house that missed me just as I missed it.

العودة… ليست مجرد طريق

The Return… More Than Just a Road

لم تكن عودتي مجرد رحلة عكسية من هناك إلى هنا. كانت عودة محمّلة بالصور واللحظات، بضحكات الأقارب في آخر ليلة قبل السفر، وبحضن أمي الذي ظلّ عالقًا في قلبي طوال الطريق حتى ولو لم اراها . وحين دخلت مدينتي، شعرت أنّ الأرصفة تعرفني، وأن أشجار الشوارع تهمس: «الحمد لله على السلامة».

It wasn’t merely a reverse trip from there to here. It was a return laden with images and moments, with the laughter of relatives on the last night before departure, and with my mother’s embrace lingering in my heart along the way. Entering my city, I felt the sidewalks recognized me and the trees whispered, “Welcome back, safe and sound.”

البيت… حين يفتح ذراعيه

The House… When It Opens Its Arms

فتحت الباب، فأول ما استقبلني رائحة الأثاث التي تركتها، امتزجت هذه المرة بعبق الغياب. لم يكن البيت ساكنًا كما ظننت؛ كان ممتلئًا بذكريات معلّقة في الجدران، كأنه ينتظرني لأبدأه من جديد.

I opened the door, and the furniture’s familiar scent greeted me—this time mixed with the fragrance of absence. The house wasn’t as still as I had imagined; it was full of memories hanging on the walls, as if waiting for me to begin again.

بدأت أول طقوسي: فتحت النوافذ ليدخل الهواء الطازج ويوقظ المكان من سباته. أزحت الغبار، رتّبت الوسائد، ومسحت أرضية افتقدت وقع خطواتي.

I began my rituals: opening the windows to let in fresh air and wake the space from its slumber; sweeping away the dust, arranging the cushions, and wiping the floors that had missed the sound of my steps.

تنظيف البيت… مصالحة مع المكان

Cleaning the House… A Reconciliation with the Space

التنظيف ليس عملاً روتينيًا فحسب؛ هو لحظة مصالحة. أكنس الغياب عن الزوايا، وأغسل الصمت عن الطاولات، وأعيد للنوافذ قدرتها على احتضان الضوء. وأنا أرتّب الكراسي في الصالة، شعرت أنني أهيّئها لتستقبل الضحكات القادمة، وأن الأكواب في المطبخ تستعدّ لامتلاءٍ موعود بالقهوة والشاي حين يأتي الأحباب.

Cleaning is not just routine; it’s a moment of reconciliation. I sweep absence from corners, wash silence off tables, and restore the windows’ embrace of light. As I arranged the living room chairs, I felt I was preparing them to receive the laughter to come; the cups in the kitchen seemed ready to be filled with promised coffee and tea when loved ones arrive.

استقبال الحبايب… مهرجان صغير

Welcoming Loved Ones… A Small Festival

لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ جرس الباب يرنّ. أول من جاءت عمّتي تحمل طبق تمر، وبقلبها دعوات بالبركة. تلتها عمّتي الصغرى بابتسامة واسعة وهدايا جميلة، ثم جارتنا التي عانقتني قائلة: «نور البيت بوجودك».

Soon the doorbell began to ring. My aunt arrived first with a plate of dates and a heart full of blessings; my younger aunt followed with a wide smile and sweet gifts; then our neighbor hugged me, saying, “The house is bright with your presence.”

كل وجه دخل أضاف دفئًا جديدًا. جلسنا نتبادل الحكايات: عن السفر، عن الأهل، وعن أخبار الحيّ التي غابت عنّي. كنت أراقب الوجوه وهي تضحك، وأشعر أن الجدران تحفظ هذه الضحكات لتعيدها لي في الليالي الهادئة.

Every face added a new layer of warmth. We exchanged stories—about travel, family, and neighborhood news I had missed. I watched the laughter on their faces, feeling the walls storing these echoes for my quiet nights.

زيارة الأقارب… جسور بين البيوت والقلوب

Visiting Relatives… Bridges Between Homes and Hearts

في اليوم التالي قررتُ أن أكون أنا من يطرق الأبواب. زرت خالي الذي لم أره منذ زمن بعيد، وجلست مع زوجته وبناته نستعيد أيام الطفولة. ثم في اليوم الذي تلاه مضيت إلى بيت عمّي؛ أطفال يركضون في أرجاء البيت، وصوت الفرح الذي سيقام بعد أيام يتداخل مع أحاديث الكبار والصغار.

The next day I decided to be the one knocking on doors. I visited my uncle whom I hadn’t seen in a long time and sat with his wife and daughters recalling childhood days. The following day I went to my other uncle’s home; children ran through the rooms while the buzz of an upcoming celebration blended with conversations of young and old.

كنت أشعر أن كل زيارة ليست مجرّد واجب اجتماعي، بل عودة لتقوية خيوط المودّة التي يُبهتها الغياب. فالأقارب أوتارٌ تجعل أغنية الحياة أكثر دفئًا، والزيارة هي العزف الذي يعيد لها نغمتها.

Each visit felt like more than a social duty; it was a return to strengthen threads of affection dulled by distance. Relatives are strings that warm life’s song, and visiting is the music that restores its melody.

البيوت التي تزورها القلوب

Homes Visited by Hearts

أدركت أن البيوت لا تقوم بالجدران وحدها؛ تحتاج إلى القلوب التي تزورها. وأن العودة من السفر لا تكتمل إلا باكتمال جدول الزيارات، وتعارف الأيدي، وتبادل الدعوات الطيّبة التي تُخبّأ في الصدور.

Homes are not sustained by walls alone; they need the hearts that visit them. A homecoming is complete only when the visiting list is full, hands are clasped, and warm wishes are traded and tucked into our chests.

لحظات بين الانشغال والامتنان

Moments Between Busyness and Gratitude

رغم تعب التنظيف وترتيب البيت وكثرة الضيوف، ظلّ الامتنان يغلب كل شيء. كيف لا، وأنا أملك بيتًا أعود إليه، وأقارب ينتظرونني، ومدينة تفتح لي شوارعها وذاكرتها؟ حتى تلك اللحظة التي أقف فيها في المطبخ أُعدّ القهوة للمرة العاشرة في اليوم، كانت تحمل بركة خاصة.

Despite the fatigue of cleaning, arranging, and receiving visitors, gratitude won over everything. How could it not, when I have a home to return to, relatives awaiting me, and a city opening its streets and memories? Even making coffee for the tenth time carried a special blessing.

البيت بعد العودة… أكثر حياة

The House After Returning… More Alive

مع كل ضحكة زارته، وكل عطر تركه الزائرون، صار بيتي أكثر حياة. الممرّات التي كانت تبدو فارغة أصبحت تمتلئ بأصداء الخطوات. كل وسادة على الأريكة تحمل الآن قصة جلسة، وكل فنجان في المطبخ يروي ذكرى حوار.

With every laugh that visited and every fragrance left behind, my home grew more alive. Hallways once empty now echo with footsteps. Each cushion holds the story of a gathering, each cup retells a conversation.

الختام… وعدٌ بالاستمرار

The Ending… A Promise to Continue

في آخر الليل، بعد نزهة لطيفة قضيتها مع أخواتي اللواتي لم أرَهنّ منذ زمن طويل، عدتُ وأطفأت الأنوار وجلست على الأريكة. نظرت حولي وشعرت أن غرفتي تبتسم. أدركت أن العودة لم تكن لي وحدي، بل لكل أركان البيت أيضًا. وعدته أن أملأه دائمًا بالحياة: بالزيارات، بالضحكات، وبالأحاديث التي تجعله ليس مجرّد مكان، بل حكاية تُروى.

Late at night, after a gentle outing with my sisters whom I hadn’t seen in a long while, I turned off the lights and sat on the sofa. Looking around, I felt my room smile. I realized the return was not only mine—it belonged to every corner of the house. I promised to keep it filled with life: visits, laughter, and conversations that make it not just a place, but a story told.

© جميع الحقوق محفوظة لـ نورة العمري.
تم نسخ رابط التدوينة ✅

هل فكرت يوما أن تدوينة واحدة قد تغير طريقة تفكيرك ؟ اقرأ آخر خواطري هنا

نورة تقول… عزّنا بطبعنا 🇸🇦 Noura Says… Our Pride Is in Our Nature 🇸🇦

Noura Says… Our Pride Is in Our Nature | اليوم الوطني السعودي 95 اليوم الو...